القائمة الرئيسية

الصفحات

لن أتوقف عن إعطاءه حٌبًا أبدًا

مدونة محيدب سارة

لن أتوقف عن إعطاءه حٌبًا أبدًا 💕


محيدب سارة














في بداية حياتها الزوجية كان اشتياقها إلى زوجها الذي يفارقها فقط  سويعاتٍ عندما يذهب إلى عمله يجعلها تراقب جرس الباب بلهفة، وفي ذلك اليوم ركضت لتفتح له ثم جرته من يده إلى الشرفة، أشارت بيدها نحو فتى صغير لم يتجاوز السبع سنوات، يبدو منكسرا وكأنه شيخ ذاق من لوعة الحياة حتى افتقعت مرارته ..


في كل يوم تراقبه، بعد أن يخرج من المدرسة، يجلس أمام المنزل ما يُقارب أربعة ساعات، حتى يأتي رجل فيدخله، ثم تراه محبوسًا في غرفته، يطلُ من شباكها كأنه طير مبتور الجناح.


أخبرها زوجها أنّ والدته توفيت مند ثلاثة أشهر وأنّ والده تزوج مرة ثانية، فألحت عليه كثيرًا حتى تخرج إليه، وعندما مدت يدها لتحضنه خجل ولم  يقوَ على رفع عينيه .. في ذلك اليوم قررت أن تمنحه حُبًا ..


أن تمنحني حُبا، وبينما أخبرها في كل مرة أنها أنقدت حياتي، ترد ساخرة "مانِحُ الحب يحيا وأنا تذوقتُ طعم الحياة لأنك قبلت حُبي، فضلك علي أكبر .."


بدأت تأخذني إلى منزلها، تطعمني، وتساعدني في دروسي، وهي خائفة من غضب عائلتي، عائلتي التي عندما رأت تعلقها بي تركتني ببساطة ..


أنا أحمد الولد  الذي لم تلده بطنها، ومرت الأشهر والسنوات وجاء اخوتي ثلاثة فتيات وولد، لم أكن ابن الجيران ..كنت شقيقهم الأكبر، وسند أبي الذي رباني ..


كان يومًا مزدحمًا جدًا، الجميع يحضر نفسه، إنه حفل تخرجي، دكتوراه في الهندسة، صعدتُ المنصة لألقي خطابي، بحثت عنها بين الجمع الغفير ..


 ثم قلت:

 "إلى المرأة التي تركتني مبكرًا، ثم عادت في شكل آخر، لكن بالقلب نفسه، قلب الأم الحنون،  لم تلدني ولكنها منحتني حُبًا، أنتِ أمي وأنا ولدك" ..

تعليقات

الفهرس