القائمة الرئيسية

الصفحات

الخيرة فيما اختاره الله

                                                   ومضة 💡

الخيرة فيما اختاره الله

لنفترض أنك في قلب متاهة عِملاقة وأمامك ثلاثة طرق، كل طريقٍ يؤدي بك نحو المخرج وهذا ما تريد، لنفترض أيضًا أنهم أخبروك بأنك إن سلكت الطريق الأول ستحصل على كنزٍ ثمين يُحدِثُ قفزةً عِملاقة في مُستواك المعيشي وإن سلكت الطريق الثاني ستجد ذراعًا لحظة إمساكك بها ستصبح أقوى إنسان على سطح المعمورة، وإن سلكت الطريق الثالث لن تحصل على أيّ شيء ولكن هي الطريق الأكثر أمانًا من بينهم، فكرت جيدًا ثم قررت أن تسلك الطريق الأول، أنت واثِق من اختيارك وسعيد به، في ثوانٍ معدودة وضعت خطة حياتك المثالية بأدق تفصيلة فيها، ولكن فجأة شعرت بيدٍ خفية تجركَ نحو الطريق الثالث، أخذت تصرخ وتقاومها ببسالة: (أريد عبور الطريق الأول أنا أدرى باختياري) ..

لكن لم يسمعك أحد !

عبرت الطريق الثالث مرغمًا مكرهًا وفي كل مرة أردت التمسك باختيارك فشلت، حتى وصلت أخيرا لنهاية الطريق واختفت معه المتاهة، ليبدأ سجنك الذي صنعته بيدك، أين قيدت سعادتك، زنزانة فردية ليس فيهَا سِوى الحسرة والتألم على ما فات وكل ما تردده (أنا مسكين سيء الحظ، تعِيس ..) ولكن ما لا تعلمهُ أنك إن سلكت الطريق الأول وتحصلت على الكنز ستفقد بصرك وإن سلكت الثاني وأخذت ذراع القوة ستفقد مرحمتك وينتهي بك المطاف مجنونًا بائسًا، قد تسألني قائلاً: (وما أدراني أنا) هنا سأجيبك ألم تكن من البداية تريد الوصول إلى المخرج فقط؟! لماذا اعتقدتَ أن خروجك مع الكنز أو ذراع القوة سيكون أفضل؟ لماذا؟؟ ..

 

"فوض أمورك إلى الله، وكُن راضيا بما يكتبه لك فالخيرة فيما اختاره لك"

 


تعليقات

الفهرس