القائمة الرئيسية

الصفحات

مدونة محيدب سارة


أفتقدكِ حبيبتي

محيدب سارة







كانت تبتسم كلما قلت لها "لعلي فعلت شيئا صائبًا حتى رزقت زوجة مثلك "💞

اشتقت لكِ كثيرًا ؟
أعلمُ أني لم أزركِ منذ مدةٍ طويلة، وذلك  لأني في آخر مرة  اتخذتُ قرارًا بأن لا آتي حتى أختم القرآن كما وعدتكِ، انظري إلى الشهادة، قدمها لي الشيخ اليوم، وفيتُ بوعدي حبيبتي، وجعلتكِ سعيدة الآن ..

 أتتذكرين حين تزوجتك، كم كنت شابًا طائشًا  لا أعي واجباتي ومسؤولياتي، ولدتُ وفي فمي ملعقة من ذهب، كل ما أطلبه أجده أمامي، وحين بلغت سن الثالثة والعشرين قرر أبي تزويجي منك لأنه أُعجب بأخلاقك  وحياءكِ، لم أكن  لأعارضه، المهم أن لا يتوقف دعمه المادي لي ..  تزوجنا رغم أن الجميع سخر من هذه  الزيجة، لم يدركوا أن السخرية هي تنازلك للإرتباط بي .. وحدي رأيتُ الفرق الذي بيننا، لم تكوني زوجةً بل ملاكًا غيّر حياتي..

أتتذكرين  اليوم الذي دخلت المنزل مخمورًا، يومها فتحت الباب وحين رأيتني بذلك المنظر اغرورقت عيناكِ بالدموع، ساعدتني للوصول إلى الفراش، دون كلمة واحدة، يومها لم تعرفي  بأني كنت أقفُ خلفَ  البابِ باكيًا و أنا أسمع تجويدك للقرآن، سمعتكِ  تحدثين الله عني، إلحاحك بأن يرحمني ويردني إليه، دموعكِ كانت تنساب بين خديكِ كالجواهر، لم أشهد  أنقى و أطهر منها ومن قلبك ..

لم تخبري احدًا بذنوبي، كنت سترا لي، ترددين:  "يوما ما سيكسر الله ما ران على قلبك"، لم تتركيني بل كنت واثقة بأنني سأجد الطريق الى الله يوما ما ..

نعم وجدته، وجدته بعد أن فقدتك، بعد مرارة الفراق، بعد حزن عصر قلبي، بعد مصيبة كادت تقتلني لولا أني فررت منها إلى الله  ..

"قام بإزالة الحشائش عن قبرها، مسح دموعه وغادر" 



تعليقات

الفهرس