وقفتُ مذهولاً أنظر إليه من بعيد، لم أقُوَ على الحِراك أنت سُمًا جديدًا، بسبب خفقان قلبي وأنفاسي تتقطعُ تعبيري لاذُ من خرمِ ابرة...
-نعم إنه هو! أنا متأكد يا الهي ما لذي متكامله !!... تمتمُ خانقًا.
وأنا مصحفًا من بين الرفوف وجلستُ بجانبه، لحظة جلوسي انهالَ على مسمعي رواية: " قُلْ يا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" عَلَى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرحيمُ (53)" الزمر.
آية حطت رِحالها على ربوع قلبي مُفجِرةً ما رَان عليهِ من الذنوب، ذنوب تكدتست على صدري لطالما واجهتها باللامبالاة. .
بكلمات ملتعرفة تساءلت:
* خير عم...ي جمالك الأصلي لماذا بُتِرت رِجلُك؟
الكلمات التالية:
* يا بني المؤمن مُصاب الحمد الله على كُل حال، قبل شهرُ من صلاة الجمعة فلم أجدْ حِذائي لِأحد أخذهُ بالخطأ العِلْمُ عند الله، يومها مرجعتُ منزل حافي القدمين فجرحتُ مرخصًا كما تعلم يا ولدي وان المصاب بالسكري، الاتفاقمت حالتي فاضْطُر "تعلم على كل حال".
كانت كلماته صفعة قوية أفاقتني من سنوات عِجاف العانيت فيها من قصوة القلب ومن جفاف الروح، لم أحكم على السيطرة على نفسي، دموعي التي كانت تصلح في أحْلَكِ الظروف اليوم تُنادي بالحرية، لم أفلح في أخرج الماء من الماء المصاب لا هو، من أين له هذا الثبات؟ حقًا انبهرتُ بثباته وكيف كان راضيًا بقضاء الله حامدًا شاكرًا ..
أخرج الماء من الماء كالمرأة الثكْلى، وصلتُ منزلنَا بِشَقِ النفس دخلتُ غُرفتي وأغلقت الباب...
(يا الهي ماذا فعلت أنا؟ لقد كنت سببًا في بَتْرِ ساحر الرجل، أنا من حذاءه وبِعته بثمن بَخْس لشراء الوقود، اااه يا ربي كم يا ترى من ذنب اقترفته هو عندي هَيِن وهو عندك عظيم ..).
تعالي أصواتٌ بداخلي، صوتٌ عظم ذنبي، يصرخُ: "لن يغفر لك، لن يغفِر لك"، وصوت آخر يُردد تلك الآية، آية الرجاء.... ضعيفة جداً .. فجأة سمعت صوتاً آخر إنه آذان لأول مرة في حياتي، واسعة يُخاطبني أنا كل "حي على الفلاح ..حي على الفلاح..." ..
طرق أولاتٌ على باب الغرفة "بني قم لتتسحر، اليوم هو أيام شهر رمضان " ..
فأنا أُصرخ فرحًا: "رمضان".. شهر الغفران فرصتي..
أماه لقد أَذِنَ لي سُبحانه لقد رزقني الهداية " ....
أول أيام رمضان كانت بداية القصة، قفزة رحلتي مع التوبة، ظللتُ عاكِفًا في المسجد استغفر الله على ذنوبه وأحمده على نِعمه، لأول مرة أشعر بحلاوة الصوم، بحلاوة القِيام .. تغير حالي كثيرًا وكُلما دُقت من كأس القرب من الرحمن وطلبة المزيد ..
وبدأت العشرة الأواخر من رمضان، كنت أبكي فعالية الليل على أفعالي، أرجو العق من النار، في ليلة الثامن والعشرين، قبل آذان سقوط القمر : إنها ليلة القدر فرفعتُ يدي إلى الملِك بشكل راجح عَفوه، دعوةُ ودعوتُ حتى اختلطت دُموعي بكلماتي، وأنا على تلك الحال سمعت أحدهم يُرتل القرآن ..
تهالهت على مسامعي: " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا" وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ " (البقرة:216)..
التفت إلى به عمي " جمال" فاقتربتُ منه ودموعي تسبقني، فهو أبكي وأُقَبِلُ النمو:
* "سامحني يا عمي جمال سامحني "..
نظر إلي، أخذ يمسح دموعي، لم يكن مذهلًا ولا غاضبًا، فقط بجانبه وقال:
* لقد رأيت ذلك اليوم عندما كنت حِذائي، حين تدعو الله أن يرزقك الهِداية، لا تحزن كل ما حدث معي كان خيرًا، فبعد بَتْر اكتشف رجلي الاطباء بدأ بالانتشار ولو لم تُجرح ريجلي ذلك اليوم لما تفطرنا به.
ماذا؟ لم أصدقاؤه ..
وإليك بعض الكلمات التالية:
* ينكسر الماء ويزال الماء. خيرٌ لنا، نحن فقط بحاجة لحكمته، بَتْرُ راقِي انقدني من الموت وجلب لك الهداية
رتب على:
* "حان الوقت لرعاية ذلك." الله لك المستعملة كانت من نصيبي ..
بقيت تحت وطأة الصدمة للحظات، ثم وقفتُ كببرت، ثم سجدتُ إلى ربي أخرج الماء من الماء تقبل في الأرض بعد أن كان الناس يُغيِّرون الطريق عند رؤيتي للأطفال من بطشِي وجبروتِي، وتحسنت معاملتي مع الأصل بعد أن كنت لا أتردد في نيتها بأسوأ الألفاظ، وصبحتُ أتحرى الحلال في مكسبي ففتح لي ربي أبواب الرزق على مصراعيها ورزقتُ بزوجةٍ سالِحة فاضِلة كالة لؤلؤة المكونة ..
أنا الآن أكتب لكم هذه الكلمات من البقاع المقدس في ليلة الثامن ومن رمضان، كامل عمي جمال الذي دعى في تلك الليلة أن أخرج الماء من الماء...
أخوتي لا تتقنوا من رحمة الله، وسارعوا إلى توبةٍ عرضها السموات والأرض بشكل خاص في شهر رمضان، الشهر الفضيل الذي يقومون به العون الكثير، فدواعي الشر مُضَيَقة والشياطين مُصفدة، وتذكروا لن يخيب للأبد من قال (يا رب) فيا الله إنك تحب العفو فاعفوا عنا.
قال الله :" قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ" فَّارًا " سورة نوح .
تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليق