القائمة الرئيسية

الصفحات


الدقات الأولى ..

صوت صارخٌ يكادُ يسمعُ الأصم هذا الفتى خطر، ابتعدي !! و لكن ما ذنبها إذا كان كل شيء قد حدث بلمح البصر !! مشاعرهَا  كأنها قطارٌ سريعٌ  بِلاَ مكابح  فقط ضجيجهُ يدوي بداخلها، الطريق مُبهمٌ وغامض وهي لا تعرف إن كانت المحطة قريبة أم بعيدة، لعلهَا مغامِرة ولم تهتم لذلك، وظنت نفسها قادِرة على مُكابدة شقاء الطريق، لكني أراهَا عكس ذلك ! هي فقط تميلُ إلى ما لا تفهمه، تميلُ إلى  الإختلاف ..  

إنه لقمة النزق والرعونة  أن تنزع  حدائك وتنقع رجليك في بركة مظلمة حتى تستشعر ما فيها، ربما هكذا نحن عندما تتغير دقات قلوبنا ويُصاب عقلنا بالجمود فالنتيجة ظاهرة والأسباب مبهمة نتخذ من البحوث الاستكشافية سبيلاً علميًا لملء الفراغات ووضع النِقاط على الحروف، ثم سرعان ما نكتشف أننا ندور في حلقةٍ مفرغة ..

هي فقط معه عفوية حد السخف ولا تعرف للتصنع محلاً، معه تفكر بصوتٍ مرتفع، تستطيع تقبل انتقاداته  وسخريته، فجأة اقتحم أحدهم سراديب نفسها المظلمة وأنار شمعةً صغيرة  فبدَا له ما لم ينقشع  لغيره، وعندما خرج من هناك وتحدث عما رآه بأسلوبٍ تراجيدي كوميدي وكأنّ  العبقرية عنده امتزجت بالجنون فغدت خليطًا أقوى فتكًا من السم، ووحدهَا من يتجرأ على تذوق هذا المزيج، مزيج من التناقضات ..

نظرتهُ إليها غيْر !! نظرة في معظم الأمر تكون مغايرة لحقيقتها ولكن من الجانب المعاكس فهي معه تُظهِر جوانِب من شخصيتها لم تكن حتى تعلم بوجودها، وذلك ما يثير جنونها فهي تعتبر هذا تعدٍ صارخ للقواعد التي وضعتها في التعامل مع الغير ..

اهتزت الحافلة بقوة، رجعت بعقلها لما يحيط بها، أول ما وقعت عينيها عليه لافتة إعلانية: "لا تتردد، لا تفكر، عيش اللحظة مع بيبسي" ..

"ضعي فلسفتكِ اللعينة في الحب جانبًا ! أخبروها  أنه لا بأس .. !"



مدونة محيدب سارة
(n_n)

تعليقات

الفهرس