القائمة الرئيسية

الصفحات

أعتذر لأني قتلتك في النهاية


مدونة محيدب سارة

محيدب سارة ✎ 


كل هذا بسببي، أنا من جعلتُ منك رجلاً مثاليًا لا تشوبه شائبة !

كل ليلة كنا نلتقي خِفية بعيدًا عن أعين البشر، أجلسُ معك لسويعات دون ملل، أحدثك عن نفسك وعن أحلامك، جعلتك تظن أنك بطل لا يُقهر .. ألم  تفهم بعد؟ بأن أمثالك  لا وجود لهم ؟ لماذا تريد اقتحام عالمنا؟ 

هنا لن تكون فارسًا لأن الفرسان سُلت سيوفهم وسقطت أحصنتهم، ستحارب وحيدًا، وأعين الخونة تراقبك، تنتظر الوقت الملائم للانقضاض عليك، آآآه وحبيبتك التي صارعت من أجلك للنهاية في عالمك، في عالمنا لن تكمل معك صفحة واحدة من القصة، لا ترمقني بهذه النظرة أعرف ما لذي يدور في ذهنك، إنها مجرد أحلام عسجدية أخبرتك بها أنت لا غير، لا تنصدم فأنا حين أمسك قلمي أعوث فسادا داخل أسوار المدينة الفاضلة التي تمنيت وجودها ..

لا أخفي عليك فأنا أخاف أحيانا من الخيال الذي ابتدعته، إنه مثل حمض الهيدروكلوريك  يذيبني عن آخري.


 الخيال الكبير قد يدمر صاحبه يا بطلي ..


 أتخيل دائمًا ماذا لو نتبادل الأدوار فتصبح أنت المؤلف وأنا شخصية في أحد قصصك، ماذا ستجعلني ؟ هل سيكون لي فارسًا مغوارًا يحبني ويحميني، أتربع على عرش قلبه .. آاا لماذا تضحك ؟ إن شئت جعلتني حبيبتك الموجودة في القصة إنها تشبهني كثيرًا  أليس كذلك؟  فتاة عنيدة تبدُو مغرورة ولكنها طيبة وحنونة، روضتَ الجميع إلا هي تأبى الرضوخ لك.
ربما هذا سبب عصفك الدائم، تريد وبشدة تغيير بعض التفاصيل في القصة، لا تريدها أن تكون نقطة ضعفك ..

أعتذر لن أفعل ذلك،  أحببتها أكثر منك يا بطلي   ..

أمازلت تود القدوم؟ أنت خلقت لتكون حبرًا على ورق، لا تتمرد علي فخيالي هو من  صنعك، أتركني أفرُ إليك ولكن لا تأتي إلي .

أعتذر لأني قتلتك في النهاية، الحق يقال والحقيقة أني سئمت منك، أريد بطلاً آخر، أجعله  واقعيًا يُشبه عالمي وقد وجدت أحدًا لأقتبس منه، لقد وجدتُ ملهمي لقصة أخرى، فرحتي بلقائه أكبر من فرحة كريستوف كولومبس حين وطئت قدمه لأول مرة "جزر الأنتيل" مكتشفا العالم الجديد ....


لست خائنة يا بطلي فأنا كاتبة،  لا أستطيع أن أكون وفية لبطل واحد ..


أتعلم من المفارقات العجيبة لأي كاتب، أن تتسلط عليه كلماته، تشدُ خناقها عليه، فهي وحدها من تعرف حقيقة صب حروفها على الورق، وكما يقولون كل شاة تعلق من عرقوبها فكل كاتب يعلق من كلماته ..



لا تصدق كلماتي فإن شئت جعلت وقعها على قلبك شديد، فلا تكن مجنونًا بها،  إياك، إياك 


تعليقات

الفهرس