القائمة الرئيسية

الصفحات

قراءة في "رواية تحت شمس واحدة"

 قراءة في رواية تحت شمس واحدة الحائزة على جائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي" للمبدعين الشباب"


رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة



#تحت_شمس_واحدة ☀️ للكاتبة سارة محيدب..


" الرواية الحائزة على جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي للمبدعين الشباب 2022 "

وضعت الرواية ضمن قائمة الكتب التي أريد اقتناءها منذ أن أعلنت الكاتبة عنها العام الماضي ... 

وبالفعل تحصلت عليها بعدها من معرض الكتاب بسكيكدة، لشدة حماسي يومها فتحت أول صفحاتها في الحافلة عائدة إلى الإقامة الجامعية.. 

بعد قراءة أول سطور عرفت أن هذه الرواية مختلفة عن سابقتها، وأنها تلمس موضعًا خفيًا في نفسي.. 

وقعت في حب أول مشهد في الرواية، أو دعوني أحدد أكثر وأقول أول صفحتين، وأول ما خطر على بالي كان "هذه الرواية تشبهني" 

ستحادثني عن الألم و التوهان، عن الوجع و الفقد، عن توالي الويلات والمصائب.. وعن الرجاء والأمل كل مرة.. 


أردت إزاحة عقلي جانبا، وفتح روحي لتبادل المناجاة مع الحبر والورق، ولكثرة انشغالي وقتها قررت قراءة الرواية كعادتي أثناء رحلة العودة إلى البيت وبالفعل قرأت عدة صفحات، لكن في الأخير قُدّر أن تكون شمس رفيقتي يوم عرفة  وأول أيام العيد.. 


كتبت لي الكاتبة في إهداء شاتيلا " أتمنى أن تنال الرواية إعجابك وتثير فضولك وتنفعك للبحث أكثر"..

يومها لم أفهم ما الذي تقصده الكاتبة بكلماتها: البحث عن ماذا ؟ ولم البحث تحديدا..

الآن و بعد انتهائي من شمس.. أفهم.. أتخيل الكاتبة وما بذلته لإخراج هذا العمل..

تحت شمس واحدة .. عمل سيجعلك عزيزي تبحث أكثر.. ستعرف وتفهم وعندها سوف تصوّب نظراتك وتفكيرك عن الكثير..


لطالما فكرت، عندما يحاول الكاتب الجزائري معالجة حبكة إجتماعية ماذا سيختار.. ما المشكلة التي يعاني منها مجتمعنا وتصلح أن تكون مادة دسمة يتغذى عليها خيال الكاتب لينتج عملا متكاملا..


نبشت الكاتبة في فئات المجتمع الجزائري.. وكتبت عن فئة لا نعلم عنها الكثير.. أو بالأحرى لا نفكر حتى بوجودها من حولنا شأنها شأن العديد من الفئات المهمشة الأخرى..

شخصيا أتذكر من طفولتي أني قابلت طفلا أمهق.. كنت أعرف عن حساسيتهم من الشمس.. وأعرف شكلهم.. أذكر سعادتي وابتسامتي له يومها.. كان طفلا يشع نورًا ويبعث ارتياحا في النفس.. ومن يومها لم أقابل غيره.. 

كانت الرواية فرصة لأتعرف عنهم أكثر.. عن معاناتهم في مجتمع لا يخرج منه الشخص العادي سليما..

أحببتهم أكثر.. شعرت بمعاناتهم.. باختلافهم و بتهميشهم.. وأحسست بهم أقرب إلى نفسي..


كتبت الكاتبة عن الأسرة الجزائرية.. عن يوسف الأب الجزائري بصلابته وحنوه الخفي.. و جميلة الأم التي شعرت أني قابلتها عشرات المرات في مجتمعنا.. وكر هتها عشرة مرات أكثر.. عن أخوة أصيل ورجولة غيث.. وعلاقة الأخوة التي تجمعهم مع شمس حياتهم.


كانت أسرة جزائرية حقة.. مرارا وتكرارا توقفت أمام الصفحات وأردت أن أقول للكاتبة "اي والله صح، معاك الحق" .

أحببت أن أقرأ عن مجتمعنا.. أن أشارك أحد أبناء بلادي أفكاره ونقده لعقلية هذا المجتمع.. أن أذمه حينا وأمدحه حينا من أجل ذلك الفخر الذي لا يهدأ.. واستمتعت بهذا كثيرا..


أحببت كثيرا مشهد غيث مع والده في الحديقة عندما أخبره عن جدته - لم أرتح لهذه المرأة منذ أول ظهور لها - ..  وأحببت يوسف حينها ومن قبلها عند ذهابه لشمس..

 "أنت لم تكوني يوما عالة على قلبي.. ولن يكون طفلك كذلك" خطفت هذه الجملة إحدى نبضات قلبي..

*كم تساءلت لماذا لا يطلق يوسف جميلة.. ونزوجه من بعدها لالة لالاتها ولكن للأسف أبى إلا الاستمرار معها حتى نهاية الرواية..

ربتت العديد من المشاهد علي بلطف.. وبعثت اخرى في نفسي الراحة.. 

كانت الصفحات الأخيرة لقمر.. الطفلة التي انتظرت بصبر ظهورها لمعرفة قصتها.. أحببت قوتها.. شخصيتها.. وتقبلها لمصيرها رغم قلقها على والدها.. رحلتها القصيرة مع حنين.. وأخيرا مشهد المسرحية..


أبناء القمر والشمس.. قمر و شمس واشتراكهما في المعاناة مع اختلاف تفاصيل حكاية كل منهما.. 

بين الاحتياج المادي والعاطفي عانت إحداهما.. وكيف أن أحدهما لا يغني عن الآخر.. خاصة للأشخاص المتميزين مثلهما.. 

الصراع بين قمر و فيدا.. النقاش الحاد.. الاتفاق الحزين الذي ينضح قهرا.. ثم القوة و خروج كل منهما بشخصية جديدة مناضلة تسعى للحياة..

أخيرا و ليس آخرا أردت أن أفتخر بأبطالنا.. الرسائل التي أرسلت إلى شمس من أشخاص من واقعنا.. أُناس حاربوا وانتصروا.. قد تبدو انتصارات صغيرة للبعض لكنها عظيمة.. ستكونون دوما مثالا أحتذي به.. وواقعا يثبت بطلان كل خرافات الفشل والعجز.. 

كانت الرسائل جميلة حقا وإضافة مميزة..

 الرواية مليئة بالمعلومات والحقائق عن المهق.. عن وضعهم الاجتماعي والنفسي وعن تهميشهم في وطن مازال يحتاج الكثير.. عن الحلول وما يجب فعله .. بذلت الكاتبة مجهودا يحترم في دمجهم داخل الرواية.. وإيصالهم للقارئ.. كان الأسلوب توعيا.. إرشاديا نوعا ما.. 

وكان لوجود الشيخ لقمان الأثر الكبير في إبراز الجانب الديني ووصله بكل ما يحدث..

أرادت الكاتبة إيصال الكثير وأظن أنها سعت أيضا لدفع القارئ نحو التعلم والتعمق أكثر.. فاستخدمت العديد من المصطلحات العلمية والنظريات النفسية بالإضافة إلى المعلومات المرفقة عن المهق.. بالنسبة لهذه الأخيرة كانت موفقة بالنسبة لي وإضافة مهمة للرواية.. لكن بالنسبة للنظريات النفسية أحسست في كثير من الأحيان أنها دخيلة خاصة ومع تكرر ذلك كثيرا طوال قراءتي للرواية.. كنت سأفضل لو تم تقليل عددها وشرحها هامشيا أو حتى ذكرها داخل الحوارات مع إعطاء نبذة عنها أو شرحها على الأقل..

تغير سرد الكاتبة.. أصبح أكثر نضجا وترتيبا.. و استرسالا أيضا.. كان هذا واضحا من بداية العمل.. إلا أن تلك الوردية مازالت تلقي بظلالها على أسلوب الكاتبة وقد كانت تليق بهذا العمل..


في النهاية.. استمتعت بقراءة هذا العمل.. أحسسته طويلا أحيانا.. وتفاجأت في الأخير أن عدد الصفحات يقارب عدد صفحات رواية شاتيلا.. 

بالتوفيق للكاتبة وسأتابع جديدك بحماس 💛


بقلم: ربيبة عرابي




رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة
رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة


رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة

رواية تحت شمس واحدة محيدب سارة


تعليقات

الفهرس