وجزاءُ العاشِق أن تصدقه

 عندما يخبرك أحدهم بأنه يحبك فأول ما ينتظره منك هو أن تصدقه، ليس أن تبادله ولا أن تُفْرِحَهُ بعبارة (أنا أيضا) أو تُحزِنَهُ بالرفض!   ينتظرُ فقط أن تصدق مشاعره.

أن تصدق بأني أحبك فمعناه:

عندما أطلب منك (إخباري فور وصولك إلى المنزل، ارتداء المعطف لأن الجو بارد، الانتباه على نفسك) ستفعل ذلك بحرص لأنك تُصَدِقُ بأني أحبك.

عندما تنشغل طول اليوم تغتنم أي فرصة لمباغتتي برسالة تطمئنني فيها (أنا بخير لا تقلقي)، قبل أن أسأل تحدثني عن أحوال عائلتك، صحتك، عملك، هواياتك، مشاكلك وهمومك .. لأنك تصدق بأني أحبك، تدرك أن كل ما يتعلق بك يهمني..

"الغيرة" لن تحاول إثارتها بل تعمل المستحيل حتى لا تكتسح قلبي، لأنك تصدق بأني أحبك، أن تصدق بأني أحبك فمعناه أنك لن تتردد أبدًا ولن تشك أيضا والأكيد لن تقلل من نفسك في قلبي ..

(نعم) تشكرني عندما أقدم لك كوب ماء ولكن لا تشكرني على خوفي وقلقي عليك، لا تشكرني إن نصحتك، لا تشكرني لأنك مميز وغيْر عن جميع الناس، لأنك إن شكرتني فأنت تهينني فأنت لا تُصدق حبي لك ..

لأنك تصدق بأني أحبك ستردد على مسمعي:  أدامك الله لي .. عندما تصدق مشاعري  لن تأديني، لن تلعب بي، لن تعاملني بأنانية بل ستفكر بي قبل تفكيرك بنفسك.. لن تضع آمالاً زائفة ..

ببساطة عندما تصدق حبي ستكون مدركا لجدية الوضع .. وإن ظلمتني رغم كل هذا الصدق فأنت سيء  بطبعك ..

في الأخير:

نحن نثق بما يوجد في قلوبنا، نشكك بما يوجد في قلوب الآخرين، نشكك حتى لا تفترسنا السذاجة ولا يتم خداعنا، ندرك تمامًا أن تصديق حُبَ أحدٍ لنا يكفلهُ الزمن، بعد أن تعصف بنا المشاكل فننحني ولا ننكسر، عندما تمحص المواقف الصعبة ما يقبع في أعماق سويداء القلوب.. فليس كل من قال أحبك هو يحبك..

 الزمن كفيل بجعلنا نقدم الحب بذكاء مهما ركضنا في لهفة البدايات، ووسط زُحَام مشاعرنا لا نقيسُ الأمور بميزان الكبرياء والكرامة والحِسابات ولا نسلك طريق اللوم والعتاب لأن ميزان ذلك مُلغى في حساباتنا  .. 

وجزاءُ العاشِق أن تصدِقه ❤